مجلة علوم اللغة العربية وآدابها

3.التّوجيهُ الدّلاليُّ للشاهدِ القرآني في مُغني اللبيب، بينَ ابنِ هِشامٍ والمُفسّرين، بابُ العينِ نَموذجًا دراسة نحويّة سياقيّة

اللبيب

اللبيب

The semantic orientation of the Qur’anic witness in Mughni al-Labib, between Ibn Hisham
and the commentators, Bab al-Ain as a model

A contextual grammatical study,

 

Dt. Salman Saud Muslim Albalawi

Taima University College | University of Tabuk | KSA

Abstract

Abstract: The research aims to identify Ibn Hisham’s directives for (on, on, on, and upon) the semantic meanings in the Qur’anic evidence that came in Mughni al-Labib, and to compare these directives with the directives of the commentators for the verses themselves, and to explore the semantic meanings of the two groups, what was agreed upon and what was broad in meaning. After knowing the contexts related to the Noble Verse, the research assumes that Ibn Hisham and the commentators agreed on two directives, and their opinions differed on other directives.

The research did not exclude any verse mentioned in this section of Al-Mughni, except for the verses that came as clarification and citation, or in support of a specific idea. The number of Qur’anic witnesses reached twenty witnesses, and the research concluded that Ibn Hisham had instructions that were unique from those of the commentators, and some of them agreed, and the researcher used In research, the comparative contextual approach is comparative in its procedural sense, based on the difference in the specialized field within one language, and not between two languages.

Keywords: semantic orientation, Ibn Hisham, the intelligent king.

ابن هشام

التّوجيهُ الدّلاليُّ للشاهدِ القرآني في مُغني اللبيب، بينَ ابنِ هِشامٍ والمُفسّرين، بابُ العينِ نَموذجًا

دراسة نحويّة سياقيّة

الدكتور / سلمان بن سعود بن مسلم البلوي

كلية تيماء الجامعة | جامعة تبوك | المملكة العربية السعودية

الملخص

المستخلص: يهدف البحث إلى تعرّف توجيهات ابن هشام لـ(على، وعن، وعسى، وعند) الدلالية، في الشواهد القرآنية التي جاءت في مغني اللبيب، ومقارنة هذه التوجيهات مع توجيهات المفسرين للآيات نفسها، واستشراف المعاني الدلالية لدى الفريقين، ما اتفق منها وما اتسع في الدلالة، بعد معرفة السياقات المتعلقة بالآية الكريمة، ويفترض البحث أن ابن هشام والمفسرين اتفقوا في توجيهات، وتعددت آراؤهم في توجيهات ثانية.

ولم يستثن البحث أي آية وردت في هذا القسم من المغني، إلا الآيات التي جاءت توضيحا واستشهادا، أو مساندة لفكرة بعينها، فبلغ عدد الشواهد القرآنية عشرين شاهدا، واستنتج البحث أن لدى ابن هشام توجيهات متفردة عمّا هو عليه عند المفسرين، وبعضها موافق، واستعمل الباحث في البحث المنهج السياقي المقارن، والمقارن بمعناه الإجرائي القائم على اختلاف الحقل التخصصي داخل اللغة الواحدة، وليس بين لغتين.

الكلمات المفتاحية: التوجه الدلالي، ابن هشام، مغني اللبيب، الشاهد القرآني.

المقدمة:

لا تتوقف ماهية الإعراب عند تتبع القواعد الصارمة على النصوص، بل هي أوسع من ذلك لتشمل الجانب الروحي من النص وهو عالم الدلالة، وقد فطن العلماء لهذا المسلك من النظر، فقالوا: (الإعراب فرع من المعنى)، وتتبعوا في مصنفاتهم معاني الحروف، ومقاصد العلاقات الإسنادية الموظفة بلاغيا، فتحدثوا عن خروج الأساليب النحوية لمعان سياقية، كتوظيف الاستفهام في التعجب، أو النداء في التحسر والندبة، أو النهي في التمني…وما هذا التقعيد إلا استقصاء للدلالة، وفهم للنص ضمن سياقه التداولي بين المتخاطبِين().

وشكّلت الكتب المتخصصة بالنحو مادة علمية قيّمة، حيث أطرت السمات العامة لكل تركيب من التراكيب اللغوية، ولكل مفردة من المفردات العاملة، بين الحروف والأفعال، والعامل اللفظي والمعنوي، لكنّ ظلال التقعيد النحوي بشكله الميداني يظهر في النصوص التي كان بعضها سببا لاستنباط القواعد أساسا، ولا سيما القرآن الكريم، حيث يجد المطّلع على التفاسير اختلافا في فهم الكلمة الواحدة تبعا لاختلاف سياقاتها وما يجاورها من مفردات، فجمعوا مثلا لحروف المعاني، معانيها المتظافرة لها في تركيبها الذي تأتي فيه.

ويبدو أن المساحة التي يتقاطع فيها النحوي مع المفسر مساحة واسعة، حيث ينطلقان من الأساسيات نفسها تقريبا، ويطلبان الهدف نفسه؛ لكن الدرس النحوي باستقلاليته عن الدراسات القرآنية، بوصفه علما يتسع على اللغة بأشكالها كلها، يعد علما له أسسه، ومعاييره، كما أن لعلم التفسير أصوله وأسسه، وشروطه، من النظرة السياقية، وأسباب النزول، ومراعاة المتشابه، والمثيل والنظير وما إلى هنالك من أدوات منهجية يتسلح بها المفسر في تناول النص القرآني بالتحليل().

وإنه لمن المفيد أن يُبحث في هذه المساحات المتقاطعة، والمستقلة، بين المفسر وبين النحوي، عندما تكون المادة مشتركة بينهما؛ لذلك جاء الاختيار علىكتاب مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام؛ لأهمية هذا الكتاب بين الدارسين، ولمرحلته التاريخية التي أُلّف فيها، وهي احتدام النقاشات وتعدد الآراء بين المذاهب الفقهية الأربعة، ولأصالة التفكير عند ابن هشام، وعلو كعبه في علم النحو.

أهداف الدراسة، وسبب اختيارها:

إن البحث في الشاهد القرآني في كتاب مغني اللبيب وهو من الكتب المختصرة مقارنة بغيرها من المدونات، يعد أمرا مقصودا لذاته للوقوف عند طبيعة هذا الشاهد وأصالته، ودور النحو في التفسير القرآني، وقوة العربية وتمكنها من التعبير عبر الحروف والأسماء التي تشكل جزءا مهما من أجزاء الجملة لما تفيده من معنى، فيكون الهدف الأول من الدراسة هو استكشاف طبيعة الشاهد القرآني، والوقوف عند مقاصد الخطاب، ثم طبيعة البناء النحوي، ومقدرة النحاة على المزج بين المقاصد وبين البناء النحوي في استخلاص المعنى والوصول إلى الدلالة.

ومن الأهداف أيضا الكشف عن أهمية السياق في توجيه الشاهد، وبناء المعنى، وتلمس اجتهادات النحويين ولا سيما ابن هشام في الاعتماد على السياق في الوصول إلى المعنى، ورغبة الباحث في معرفة أهمية الدرس النحوي في اكتشاف معنى النص القرآني.

مغني اللبيب